زنقة 20 ا الرباط
أطلق نشطاء بيئيون وفاعلون مدنيون عريضة وطنية تحت شعار “أنقذوا رئة المغرب: غابة المعمورة تستغيث”، بهدف دق ناقوس الخطر إزاء ما وصفوه بـ”الاجتثاث العشوائي” لأشجار الغابة، والامتداد العمراني المتسارع على حساب المساحات الخضراء، مطالبين السلطات المختصة بالتدخل العاجل لحماية هذا الفضاء الإيكولوجي الفريد.
وتأتي هذه المبادرة في ظل ما تشهده غابة المعمورة، المصنفة كإحدى أكبر الغابات الفلينية في شمال إفريقيا، من تحديات متزايدة ترتبط بالتحطيب الجائر، والتوسع الحضري، والحرائق الموسمية، ما بات يهدد بتلاشي هذا النظام البيئي الحيوي، الذي يُعرف بكونه “الرئة الخضراء” للعاصمة الرباط ومحيطها.
العريضة، التي أطلقها الناشط أيوب كرير رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة والباحث في إعداد المجال والتنمية الترابية المستدامة، وُجّهت إلى الرأي العام وإلى الوكالة الوطنية للمياه والغابات، شددت على أن المعمورة ليست مجرد غطاء نباتي، بل إرث بيئي ووطني يشكّل دعامة أساسية للتوازن الإيكولوجي، ومنظومة مهمة لتنقية الهواء وحفظ التنوع البيولوجي، إلى جانب احتضانها لإحدى أغنى وأجود الفرشات المائية في المغرب، المعروفة بـ”فرشة المعمورة”.
وطالب الموقعون على الوثيقة المسؤولين بإطلاق برنامج وطني إصلاحي شامل لإعادة تأهيل الغابة، ووقف النزيف البيئي، وذلك من خلال تعزيز برامج التشجير والمراقبة الميدانية، وتثمين الفضاءات الغابوية كمجالات اقتصادية وسياحية وصحية تخدم الساكنة وتدعم التنمية المستدامة.
الزحف العمراني والتهيئات غير المستدامة
ودعت الحملة إلى الحد من التوسع العمراني “غير المراقب”، والتهيئات “غير المستدامة” التي تُنفذ في محيط الغابة، مؤكدة أن مثل هذه المشاريع تُفاقم من تدهور الغطاء النباتي، وتؤثر بشكل مباشر على جودة الهواء والمياه، وتهدد مستقبل الموارد الطبيعية في منطقة تواجه تحديات غير مسبوقة في الأمن المائي، بسبب التغير المناخي وتوالي سنوات الجفاف.
دعوة لإحداث متنزهات طبيعية جديدة
وفي سياق متصل، طالبت العريضة بإنشاء منتزهات طبيعية جديدة قادرة على استيعاب الاحتياجات المتزايدة للساكنة من فضاءات الراحة والترفيه، بشكل يحافظ على التوازن البيئي ويعزز جودة الحياة في المناطق الحضرية والمجاورة.



