قارب عدد الأجيرات بمعظم البنوك المغربية الكبرى نظراءهن الذكور، وفاقوهم عدداً في مؤسسة “البنك الشعبي” التي بلغت نسبة أجيراتها 57 بالمئة، مما يرفع القطاع البنكي إلى مرتبة القطاعات الاقتصادية الأنجع على الصعيد الوطني في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة.
وجاء في تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسورش” (BKGR) أن البنوك المغربية الكبرى المدرجة بالبورصة “صارت تُفصح بشكل متزايد ومنهجي عن أوضاع مواردها البشرية، وتنوعها، وتكوينها، ومدى انخراطها المجتمعي، في إطار سياسة المسؤولية الاجتماعية والبيئية والحكامة التي تنهجها”.
وفي هذا الإطار، سجلت مؤسسة “التجاري وفا بنك” خلال سنة 2024 تعدادًا قدره 8317 أجيراً، مع نسبة نساء بلغت 44,6 في المئة، في منحى تصاعدي منذ عدة سنوات، وفقا للمصدر ذاته.
وأضاف التقرير، الذي تناول المسؤولية الاجتماعية والبيئية والحكامة للمقاولات المغربية، أن “الأبرز من ذلك يكمن في أن نسبة النساء ضمن مناصب المسؤولية ارتفعت من 14,3 في المئة في سنة 2023 إلى 18,2 في المئة سنة 2024، ما يعكس جهدًا موجّهًا نحو تمكين النساء من الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار بالمؤسسة البنكية الرائدة”.
وعلى مستوى التكوين، أعلن البنك ذاته أنه وفر أكثر من 49.000 يوما من التكوين خلال سنة 2024، أي ما يقارب 6 أيام تكوين لكل موظف، مع نسبة تغطية بلغت 84,9 في المئة من إجمالي الأطر، وبميزانية تكوين ناهزت 35 مليون درهم.
هذه المقاربة ليست معزولة، يقول المصدر ذاته، إذ برز “البنك الشعبي المركزي” بدوره “كمؤسسة تمنح أولوية خاصة للرأسمال البشري كركيزة أساسية في استراتيجيتها في مجال المسؤولية البيئية والاجتماعية والحكامة.
ففي تقريرها حول الموارد البشرية لسنة 2024، تشير المؤسسة إلى تعداد يفوق 8400 أجير، بنسبة نساء تقترب من 57 في المئة.
كما يشكل التكوين محورًا بنيويًا داخل البنك، مع تخصيص 1757 يومًا سنويًا وميزانية تبلغ 43 مليون درهم من خلال أكاديميات داخلية موجهة للمهن البنكية، والمطابقة، والتحول الرقمي.
أما “بنك إفريقيا” (BANK OF AFRICA) فيتميز، حسب التقرير ذاته، “بمقاربة مجتمعية مبنية على تطوير الرأسمال البشري، والإدماج المالي، ومواكبة المجالات الترابية، انسجامًا مع تموقعه الإفريقي”.
ويُشغل البنك أكثر من 4600 أجير (44% منهم نساء)، “مع سياسة موارد بشرية منظمة تركز على التكوين، والحركية الداخلية، وتدبير الكفاءات”.
وفي سنة 2024، خصص البنك 20.456 يوما من التكوين (مقابل 17.055 سنة 2023) استفاد منها 90 في المئة من الأطر، وشملت المهارات المهنية، والمطابقة، والرقمنة، وتدبير المخاطر في سياق تعقّد الأنشطة البنكية. كما بلغ معدل الرضا بعد التكوين 94,5 بالمئة.



