زنقة 20. الرباط
في عملية أمنية تعد الثانية من نوعها، تمكنت مصالح الحرس المدني الإسباني بتنسيق محكم مع الدرك الملكي المغربي ويوروبول من تفكيك شبكة دولية للاتجار في المخدرات كانت تستخدم طائرات مسيرة مصنعة يدوياً لتهريب الحشيش بين شمال المغرب وسواحل الأندلس. العملية التي سُمّيت “روشي” كشفت عن تطور مقلق في أساليب التهريب، حيث لجأ المهربون إلى الطائرات الليلية المجهزة بتقنيات متقدمة لنقل كميات ضخمة من المخدرات عبر مضيق جبل طارق.
التحقيق بدأ بعد رصد تحركات جوية غامضة، لتكتشف السلطات لاحقاً ورشة سرية في بلدة ألكالا دي لوس غاثوليس الإسبانية تُستعمل لتجميع وصيانة الطائرات. هذه الطائرات كانت قادرة على التحليق لمسافة تتجاوز مئتي كيلومتر ونقل ما يفوق مئتي كيلوغرام من الحشيش في الليلة الواحدة، مع استعمال أنظمة تحديد مواقع وإضاءة فلورية لتسهيل إسقاط الشحنات واستعادتها على الشواطئ.
وفي العاشر من نونبر الجاري، داهمت السلطات الإسبانية عدداً من المدن أبرزها الجزيرة الخضراء وسان روكي وفيخير دي لا فرونتيرا، لتسفر العملية عن توقيف ثمانية أشخاص وحجز 150 كيلوغراماً من الحشيش و320 ألف يورو نقداً وعدد من الطائرات الجاهزة للتحليق.
هذه العملية النوعية التي شارك فيها الدرك الملكي المغربي تؤكد مرة أخرى أن التنسيق الأمني بين الرباط ومدريد لم يعد مجرد تعاون ظرفي، بل أصبح نموذجاً متقدما في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ورسالة قوية بأن أمن الضفتين لا ينفصل وأن يقظة الأجهزة المغربية تظل حجر الأساس في حماية الاستقرار الإقليمي.







