زنقة 20 | الرباط
بعد أكثر من ثلاثين سنة من التأجيل والتعثر، شهد مشروع “المحج الملكي” (Avenue Royale) دفعة جديدة، عقب مصادقة مجلس جماعة الدار البيضاء، يوم أمس الثلاثاء 2 شتنبر، خلال دورة استثنائية، على اتفاقية شراكة جديدة تنعش أحد أقدم المشاريع في المغرب، والذي يعود إلى أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
يمتد المشروع على طول 1,5 كيلومتر ليربط بين مسجد الحسن الثاني وساحة محمد الخامس، في محور عمراني استراتيجي بقلب العاصمة الاقتصادية.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع نحو 50 هكتاراً، منها 40 هكتاراً ستُخصص لإنشاء مساحات خضراء، في خطوة تروم تعزيز البعد البيئي للمدينة، وجعل هذا الشريط الممتد أكبر ممشى حضري في القارة الإفريقية.
وبحسب المعطيات الرسمية، يبلغ الغلاف المالي للمشروع حوالي ملياري درهم، في إطار شراكة مؤسساتية غير مسبوقة، تضم عدداً من الفاعلين العموميين، من ضمنهم شركة CDG Développement عبر فرعها “سوناداك”، وولاية جهة الدار البيضاء-سطات، وعمالتي أنفا والحي الحسني، والوكالة الحضرية للدار البيضاء، بالإضافة إلى جماعة الدار البيضاء وشركة “الدار البيضاء إسكان وتجهيز”، التي ستتولى الجوانب التنفيذية للمشروع، من تعويض، وإعادة إيواء، وتحرير العقار.
كما تنص الاتفاقية الجديدة على نقل الأصول العقارية المرتبطة بالمشروع من شركة “سوناداك” إلى جماعة الدار البيضاء، بهدف توحيد آليات التدبير وضمان وضوح في مساطر التمويل والتتبع.
ووصفت رئيسة جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، هذه المصادقة بأنها “لحظة تاريخية”، مشددة على أن المشروع يُجسد “رؤية ملكية طموحة” أطلقها الراحل الملك الحسن الثاني سنة 1989، لكنه ظل رهين تعقيدات إدارية وعقارية لعقود طويلة.
يتجاوز المشروع حدود تطوير طريق حضرية ليشمل أيضاً إنشاء قطب حضري جديد بمنطقة “النسيم”، المجاورة لمنطقة “كازا أنفا”، حيث ستُنجز مشاريع سكنية موجهة للأسر المستفيدة من إعادة الإيواء، إلى جانب مرافق استراتيجية كبرى، من ضمنها محطة للقطار فائق السرعة (LGV)، ومحطة للقطار الجهوي (RER)، ومحطة طرقية حديثة.
ويُرتقب أن يُعزز المشروع من الجاذبية السياحية والعمرانية للدار البيضاء، ويُسهم في إعادة تثمين واجهتها البحرية، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحديث البنية التحتية، وإعادة تأهيل المجال الحضري، بما ينسجم مع تطلعات المدينة نحو تموقع ريادي بين كبريات الحواضر العالمية.
وبإطلاق هذه الدينامية الجديدة، يبدو أن حلم “أفيني رويال” الذي ظل مؤجلاً لأزيد من ثلاثين عاماً، في طريقه إلى أن يُصبح واقعاً ملموساً يغير ملامح المدينة ويعيد الاعتبار لواحدة من أقدم وأهم مشاريعها الحضرية.
