اختُتمت، يوم أمس الجمعة، بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بمدينة القنيطرة، أشغال الندوة الدولية المنظمة في إطار خطة العمل لسنة 2025 لمبادرة “5+5 دفاع”، تحت شعار: “تحديات التأثير وحرب المعلومة في الأزمات والنزاعات المعاصرة”.
ووفق ما أوردته الصفحة الرسمية للقوات المسلحة الملكية المغربية على “فيسبوك”، فقد جاء تنظيم هذا اللقاء في سياق انخراط المملكة كفاعل مسؤول وبنّاء في تعزيز الأمن الجماعي وتكريس ثقافة الدفاع المشترك، انسجاماً مع الرؤية الملكية السامية الرامية إلى إرساء تعاون متوازن داخل الفضاء المتوسطي.
وشكّلت الندوة، التي جمعت نخبة من الخبراء العسكريين والباحثين الأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، محطةً فكريةً مهمة لتبادل الخبرات والرؤى حول التحولات المتسارعة التي جعلت من المعلومة والسردية سلاحا موازيا للقوة التقليدية في إدارة الصراعات الحديثة.
وخلال الجلسات العلمية والنقاشات التفاعلية، تناول المشاركون الأسس النظرية والمفاهيمية لمفهوم التأثير ومكافحة المعلومات المضللة، مع التوقف عند الأبعاد العملياتية للحرب الإعلامية وأدوار الذكاء الاصطناعي في صياغة وتوجيه الرأي العام زمن الأزمات والنزاعات.
كما أبرزت المداخلات أهمية التحصين المعلوماتي في مواجهة التحديات السيبرانية المتنامية، التي باتت تُستعمل أداة استراتيجية في الصراع الجيوسياسي.
وأجمع المتدخلون على أن المعارك الحديثة لم تعد تُخاض بالسلاح فقط، بل بالمعلومة والتحكم في تدفقها، وبالقدرة على بناء جدار إعلامي صلب يحمي المجتمعات من التضليل والهجمات السيبرانية، مع الدعوة إلى بلورة رؤية إقليمية مشتركة في مجال الأمن المعلوماتي.
وفي ختام أشغال الندوة، أكّد المشاركون على ضرورة تنسيق الجهود بين دول مجموعة “5+5 دفاع” وتبادل التجارب والخبرات في مجال الأمن الرقمي والإعلامي، مع تطوير آليات عملية للتعاون المستقبلي بما يعزّز الاستقرار الإقليمي ويحصّن الفضاء المتوسطي من المخاطر المرتبطة بالمعلومة والتأثير.



