المغرب يعزز أمنه المائي بتوسعة ضخمة لأكبر محطة لتحلية مياه البحر في العالم

admin29 يوليو 2025آخر تحديث :
المغرب يعزز أمنه المائي بتوسعة ضخمة لأكبر محطة لتحلية مياه البحر في العالم


زنقة 20 | الرباط

في خطوة استراتيجية تهدف إلى مواجهة تحديات ندرة المياه المتزايدة بفعل التغيرات المناخية والضغط السكاني، أعلنت مجموعة Cox الإسبانية، الرائدة في حلول المياه والطاقة، عن توقيع اتفاق لتوسعة محطة تحلية مياه البحر بمدينة أكادير، ليصل إنتاجها إلى 400 ألف متر مكعب يوميًا.

وتأتي هذه التوسعة، التي تتجاوز تكلفتها الاستثمارية 250 مليون يورو، لتؤكد على مكانة المغرب الرائدة في مجال إدارة الموارد المائية بالمنطقة.

تفاصيل المشروع وأهميته

تشمل التوسعة زيادة القدرة الإنتاجية للمحطة من 275 ألف إلى 400 ألف متر مكعب يوميًا، وهو ما يكفي لتزويد نحو مليوني نسمة بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى ري أكثر من 13,600 هكتار من الأراضي الزراعية. ويقع المشروع في واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالإجهاد المائي، حيث تزايد الطلب على الموارد المائية الزراعية والسكنية.

هذا المشروع يُنفذ عبر شراكة عمومية-خصوصية تجمع بين مجموعة Cox، المكتب الوطني للكهرباء والماء، ووزارة الفلاحة المغربية، ويُعتبر نموذجًا ناجحًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال البنية التحتية الحيوية. وقد حصلت المحطة على جائزة أفضل شراكة دولية من الرابطة العالمية لتحلية المياه (IDA)، مما يعكس جودة التنفيذ وأهمية المشروع على الصعيد الدولي.

الاستدامة في قلب المشروع: ربط المياه بالطاقة النظيفة

يتضمن المشروع إنشاء محطة طاقة رياح بجوار محطة التحلية بقدرة تفوق 150 ميغاواط، في إطار مفهوم “الطاقة تتبع الماء”. هذا المبدأ يهدف إلى ضمان تشغيل مستدام وصديق للبيئة لمحطة التحلية التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة. وبذلك يسهم المشروع في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف المغرب الطموحة في مجال التحول الطاقي والطاقة المتجددة.

الجدول الزمني والآفاق المستقبلية

من المتوقع أن تدخل التوسعة حيز التشغيل خلال الفترة 2026-2027، بينما ستبدأ محطة الطاقة الريحية عملها في 2027، مما يعزز من استقلالية المحطة على المدى الطويل ويضمن استمرارية تزويد المياه دون الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة التقليدية.

يأتي هذا المشروع في سياق يشهد فيه المغرب ضغطًا متزايدًا على الموارد المائية، خاصة في ظل تغير المناخ وتراجع التساقطات المطرية. مع ذلك، فإن الاستثمار في تقنيات تحلية مياه البحر والطاقة المتجددة يفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الأمن المائي، خصوصًا في المناطق الساحلية والزراعية الحساسة.

كما يعكس نجاح الشراكة العمومية-الخصوصية قدرة المغرب على استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق نموذج متوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، وهو أمر حيوي لضمان مستقبل مستدام.





Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة