أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، مساء أمس الجمعة بسمرقند في أوزبكستان، أن المغرب جعل ورش التعليم “أولوية استراتيجية وطنية”.
وفي هذا السياق، أشار برادة في كلمة له خلال أشغال الدورة 43 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى “إطلاق تجربة جديدة للمدارس العمومية، من خلال مدارس الريادة التي تعتمد التعلم وفق مقاربة TaRL (التدريس وفق المستوى المطلوب) والتعليم الصريح، الذي يُقيّم فيها مستوى التلاميذ بشكل منتظم لضمان اكتسابهم للمهارات”.
وأوضح برادة، خلال افتتاح مناقشة السياسات العامة لهذا المؤتمر الذي يتواصل إلى غاية 13 نونبر، أن هذا النموذج الجديد، الذي يشكل “رافعة للتمكين وتكافؤ الفرص”، يهدف إلى وضع التلميذ في صلب العملية التعليمية، وإعادة تثمين دور المدرس، وإحداث تحول عميق في طريقة سير المؤسسات التعليمية.
وأعرب برادة، وهو أيضا رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، عن ارتياحه للنتائج الأولية للتقييم المستقل لهذا البرنامج، والتي أكدت على “تقدم مشجع للغاية، بل وأداء غير مسبوق في مجال الإصلاحات”.
كما أشار إلى الإصلاح الذي انطلق في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والذي تجسد في إنشاء المركز الوطني للرقمنة والتعليم عن بعد وتكوين الأساتذة الباحثين على المناهج التربوية الجديدة.
وأشاد أيضا بمساهمة مختبر الذكاء الاصطناعي بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، الذي “يفرض نفسه كمركز إفريقي حقيقي لأوراش الذكاء الاصطناعي”، ومركز الحسن الثاني للتكوين في البيئة.
كما استعرض الوزير البرامج المُنفّذة في إطار اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية لليونسكو، والتي يُساهم المغرب من خلالها في عقد علوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة.
وفي مجال الثقافة، أبرز برادة أن المغرب تمكن من رفع تحدي مواءمة سياسته الثقافية العمومية مع المعايير الدولية، وذلك بفضل التبادلات المستمرة مع هيئات اليونسكو.
وعند تطرقه إلى قطاع الإعلام خلال هذه المناقشة، الذي ترأسها رئيس جمهورية أوزبكستان، شوكت ميرضائيف، أكد الوزير على “التمسك العميق” للمغرب بحرية التعبير والتعددية.
ويشارك في هذا المؤتمر العام وفد مغربي رفيع المستوى، برئاسة برادة، ويضم السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى اليونسكو، سمير الدهر، وسفير المملكة لدى أذربيجان وأوزبكستان، عادل أمبارش.
وعرف هذا الحدث تعيين الدهر نائبا لرئيس الدورة ورئيسا للجنة العلوم الدقيقة والطبيعية واللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية، وفقا لبلاغ للوزارة.
كما سيمثل المملكة في أشغال اللجان المختصة مسؤولون وخبراء عن قطاعات الخارجية والتربية الوطنية والتعليم العالي والثقافة والاتصال والرياضة، ومجالات البيئة والتنمية المستدامة والمحافظة على التراث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وفقا للمصدر نفسه.
وستتميز هذه الدورة، التي يرأسها خوندكر محمد طلحة، السفير المندوب الدائم لبنغلاديش لدى اليونسكو، والرئيس المنتخب للمؤتمر، باعتماد برنامج العمل وميزانية المنظمة للعامين المقبلين.
والجدير بالذكر أن المؤتمر العام لليونسكو، الذي ينعقد مرة كل سنتين، يعتبر الجهاز الأعلى في الهيكل التنظيمي بالمنظمة، ويتولى الإشراف على توجهاتها الاستراتيجية، كما تتميز الدورة الحالية بكونها الدورة الأولى التي تعقد خارج مقرها بباريس منذ 41 سنة.
