زنقة 20. مراكش
أعلنت شركة “Steadright Critical Minerals Inc” الكندية عن توقيع مذكرة تفاهم للاستحواذ الكامل على حقوق منجم جوندافا التاريخي، الذي يتربع في قلب جبال الأطلس الكبير بإقليم الحوز. وتعكس هذه الصفقة الاهتمام الدولي المتنامي بالثروات المعدنية الكامنة في المملكة.
وبموجب الاتفاقية، التي تم الكشف عن تفاصيلها، ستمتلك الشركة الكندية حصة كاملة تبلغ 100% من المشروع التعديني، الذي يغطي مساحة شاسعة تصل إلى 1600 هكتار ويتمتع بترخيص تعدين وبيئة شامل.
وستدفع الشركة مبلغاً نقدياً أساسياً قدره 8 ملايين دولار أمريكي، بالإضافة إلى أسهم وحصة مستقبلية من صافي عائدات المعادن، في إشارة إلى القيمة الاستراتيجية التي توليها للمشروع.
وتشير السجلات التاريخية إلى الأهمية القصوى للمنجم، حيث كان مصدرًا لإنتاج كميات كبيرة من المعادن، مسجلاً في عام 1928 وحده نحو 2000 طن من المعادن بمعدلات تركيز استثنائية: 22.13% للزنك و11.31% للرصاص، إلى جانب وجود نسب ملحوظة من الفضة.
لكن ما يثير اهتمام المستثمرين الكنديين هو الإمكانات التي كشفت عنها الدراسات الجيولوجية الحديثة. فقد قدرت هذه الدراسات الموارد المحتملة للمنجم بحوالي 6.62 مليون طن تشمل معادن حيوية كالزنك، الرصاص، والنحاس، مع وجود مؤشرات مشجعة على تواجُد الذهب في بعض العروق.
وتبرز ميزة تنافسية للمشروع لكون نحو 1.7 مليون طن من هذه الموارد الهائلة باتت جاهزة للاستغلال المباشر، بفضل شبكة الأنفاق التاريخية القائمة والممتدة في الموقع.
ويأتي هذا الاستحواذ في توقيت استراتيجي، يتزامن مع الارتفاع غير المسبوق في الطلب العالمي على المعادن الحيوية، خاصة النحاس والزنك، ومع تزايد الاضطرابات في سلاسل الإمداد الدولية.
وعليه، فإن إعادة تفعيل منجم جوندافا تُشكل فرصة استراتيجية لتعزيز إنتاج المغرب من الموارد المعدنية، واستئناف دوره التاريخي كمنطقة تعدينية غنية، ليعود “كنز الأطلس” إلى الإسهام في الأسواق العالمية من جديد.




