يعيش قطاع الطيران في إسبانيا، على وقع الصدمة، بعد قرار شركة “رايان إير” الأولى عالميا في مجال الرحلات منخفضة التكلفة، إلغاء مليوني رحلة سنويا، ونقلها إلى دول أخرى من بينها المغرب.
وقررت “رايان إير” إغلاق قاعدتها في سانتياغو وإلغاء جميع الرحلات نحو فيغو وشمال تينيريفي، وفي مع الاستمرار في إغلاق قواعدها في بلد الوليد وخيريث، كما أعلنت أنها ستقلص طاقتها التشغيلية في أستورياس وسانتاندير وسرقسطة وجزر الكناري خلال الشتاء المقبل.
واتخذت شركة الطيران الأيرلندية هذه القرارات في إطار خطتها لخفض قدرتها الاستيعابية بنسبة 41 في المائة في الأقاليم الإسبانية وبنسبة 10 في جزر الكناري هذا الشتاء، وهو ما يعني فقدان مليون مقعد خلال الموسم الشتوي، ومليوني مقعد إجمالا سنويًا.
وعزى مسؤولو الشركة السبب إلى “الرسوم المفرطة وغير التنافسية” في مطارات إسبانيا، التي يفرضها المشغل الاحتكاري للمطارات شركة Aena ، وبشكل إجمالي، سيبلغ خفض الطاقة الاستيعابية في إسبانيا 16 في المائة، وفق ما نقلته تقارير إسبانية عن “رايان إير”.
وخلال مؤتمر صحفي لتقديم برنامج موسم الشتاء، أكد الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، إدي ويلسون، أن هذه التقليصات “ستضر أكثر بالمطارات الهشة”، وستؤدي إلى “فقدان الاستثمار، وضعف الربط الجوي، وتراجع السياحة وفرص العمل في إسبانيا الإقليمية، نظرًا لأن العديد من الخطوط الجوية ستصبح غير مجدية اقتصاديًا”.
وستغلق “رايان إير” قاعدتها في سانتياغو، ما سيعني خسارة استثمار بقيمة 200 مليون دولار في منطقة غاليسيا، كما ستعلق جميع رحلاتها إلى مدينة فيغو ابتداء من يناير 2026، وإلى شمال تينيريفي ابتداء من شتاء هذا العام، بالإضافة إلى ذلك، سيظل مطارا بلد الوليد وخيريث مغلقين خلال شتاء 2025.
وستُلغي “رايان إير” ما مجموعه 36 خطًا مباشرًا مع إسبانيا الإقليمية وجزر الكناري، وسيعني ذلك تحويل مليوني مقعد سنويًا نحو المغرب وإيطاليا وكرواتيا وألبانيا.
وقال ويلسون “رايان إير تظل مستمرة في التزاماتها بإسبانيا، لكن لا يمكننا أن نبرر استمرار الاستثمار في مطارات يعيق نموها رسوم مفرطة وغير تنافسية”، وأضاف أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن “الفارق بين الرسوم في المطارات الكبيرة والإقليمية ضئيل جدا”.
وأشار أيضًا إلى أن الحكومة الإسبانية “خذلت الأقاليم الإسبانية”، إذ إن مطاراتها تكاد تكون فارغة بنسبة 70 في المائة، وفي المقابل فإن بلدانا مثل إيطاليا والمغرب وكرواتيا وألبانيا والمجر والسويد تقوم بتخفيض تكاليف الوصول، خصوصًا في المطارات الإقليمية، لتعزيز حركة المرور والسياحة وفرص العمل، وهو ما يجعل الأقاليم الإسبانية “غير تنافسية بشكل ميؤوس منه”.



