طنجة المتوسط يقود ثورة الموانئ الإفريقية.. كيف رسخ العملاق المغربي مكانته في قمة الأداء العالمي على حساب القلاع الأوروبية؟

admin29 سبتمبر 2025آخر تحديث :
طنجة المتوسط يقود ثورة الموانئ الإفريقية.. كيف رسخ العملاق المغربي مكانته في قمة الأداء العالمي على حساب القلاع الأوروبية؟


​كشف تقرير مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2024، الصادر عن البنك الدولي، عن ثورة هادئة تعيد تشكيل خريطة التجارة البحرية العالمية، حيث رسخ ميناء طنجة المتوسط المغربي مكانته في قمة الهرم العالمي، وقاد صعوداً أفريقياً غير مسبوق أطاح بالقلاع الأوروبية التقليدية من مراكزها المتقدمة.

وبحسب تقرير لصحيفة AFRIK، فقد حافظ العملاق المغربي على موقعه ضمن أفضل خمسة موانئ في العالم من حيث الكفاءة التشغيلية، محتلا المرتبة الخامسة عالميا، ومؤكدا بذلك دوره كمنافس رئيسي على الساحة الدولية، حيث لم يقتصر إنجازه على الكفاءة فحسب، بل حقق قفزة تاريخية في حجم المناولة.

وقد تمكن ميناء طنجة المتوسط لأول مرة من تجاوز العتبة الرمزية البالغة 10 ملايين حاوية مكافئة خلال عام 2024، بعد معالجة ما مجموعه 10.24 مليون وحدة، مسجلا بذلك نموا كبيرا في حركة الشحن بنسبة 18.9%، وهي واحدة من أعلى المعدلات ضمن أكبر 30 ميناءً في العالم.

وأضاف التقرير أن سر نجاح طنجة المتوسط، يتجاوز كونه مجرد منصة مينائية، ليعتمد على منظومة صناعية متكاملة فريدة من نوعها. فقد ابتكرت الوكالة الخاصة طنجة المتوسط نموذجاً يجمع بين المنطقة الحرة والخدمات المينائية والمجمع الصناعي، وهو ما استقطب أكثر من 1400 شركة كبرى، من بينها مصنع رونو الذي يوظف 12 ألف شخص، إلى جانب فاعلين رئيسيين في صناعات الطيران والإلكترونيات والنسيج. 

هذا التكامل يخلق تدفقا مستمرا من واردات قطع الغيار وصادرات المنتجات النهائية، ويولد ديناميكية اقتصادية مستقلة، مدعومة بموقع استثنائي على مضيق جبل طارق عند تقاطع الطرق البحرية بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، واتصال مباشر بـ180 ميناءً في 70 دولة.

​وأشار المصدر المذكور، إلى أن الدليل الأبرز على هذا التفوق هو أن أداء طنجة المتوسط وحده تجاوز الأداء المجمع للميناءين الإسبانيين فالنسيا (5.47 مليون حاوية) والجزيرة الخضراء (4.70 مليون حاوية) خلال عام 2024. هذه النتيجة لم تبرز قوة الميناء المغربي فحسب، بل أدت إلى خروج الموانئ الإسبانية، التي هيمنت طويلا على المنطقة، من قائمة العشرين الكبار عالميا، مما يؤكد إعادة رسم خريطة القوة البحرية في غرب المتوسط.

​ويأتي هذا الإنجاز المغربي – بحسب التقرير- في سياق تحول تاريخي للقارة الافريقية، حيث فرضت إفريقيا نفسها كلاعب لا يمكن تجاوزه، مسلطة الضوء كذلك على ميناء بورسعيد المصري الذي حسن مرتبته العالمية بشكل كبير، في إنجاز لافت يعكس استراتيجية تنموية ناجحة، مدعومة بتحديث بنيته التحتية وتوسعة محطة حاويات قناة السويس.



Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة