تعيش موريتانيا حاليًا حركية تنموية غير مسبوقة، تتجسد في تنفيذ حزمة استثنائية من المشاريع الكبرى والقرارات الاجتماعية. ومع ذلك، وكما حدث في مراحل سابقة من مسيرة البناء، وكما جرت العادة في محطات التحول الكبرى، لم يَخلُ هذا المسار من محاولات تشويش إعلامي متكررة، سعت – بقصد أو بغير قصد – إلى إرباك النقاش العام وصرف الانتباه عن جوهر الحدث: الفعل التنموي المتسارع.
حصاد في أقل من شهر (20 نوفمبر – 14 ديسمبر 2025)
شهد البلد خلال أقل من شهر (من 20 نوفمبر إلى 14 ديسمبر 2025) حركية رئاسية غير عادية، ترجمت إلى حزمة مُتكاملة من القرارات الاجتماعية والمشاريع التنموية الكبرى.
1. قرارات اجتماعية تلامس حياة المواطن
مع خطاب الاستقلال، أُعلنت قرارات اجتماعية شكّلت نقطة تحوّل حقيقية، ليس من حيث حجمها فحسب، بل من حيث أثرها المباشر على آلاف الأسر:
•زيادة رواتب معلمي ومفتشي التعليم، وأفراد القوات المسلحة وقوات الأمن بـ 10.000 أوقية قديمة ابتداءً من يناير 2026، تعزيزًا للاستقرار الاجتماعي والمهني.
•رفع علاوة الطبشور بـ 20.000 أوقية قديمة، اعترافًا بدور المعلم باعتباره حجر الزاوية في بناء الأجيال.
•اكتتاب 3000 شاب في مختلف القطاعات، في أوسع عملية تشغيل ستعرفها البلاد، بما يعني دخلاً ثابتًا وآفاقًا جديدة لآلاف البيوت.
2. دعم البحث العلمي وتعزيز البنية الصحية
لم تكن الصحة والبحث العلمي خارج هذه الديناميكية:
•تدشين المقر الجديد للمعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية (21 نوفمبر 2025)، كأداة استراتيجية لمراقبة الأوبئة وتعزيز الأمن الصحي الوطني.
•وضع حجر الأساس لمستشفيين جهويين متكاملين (H1) في الزويرات (03 ديسمبر 2025) وأكجوجت (04 ديسمبر 2025)، بما يخفف عن المواطن عناء التنقل مئات الكيلومترات بحثًا عن علاج أساسي.
3. مشاريع كبرى للبنية التحتية والتنمية الوطنية
امتد الزخم ليشمل مشاريع استراتيجية كبرى ذات أثر وطني مباشر:
•الأمن المائي: إطلاق مشروع تزويد مدينة كيفة بالماء الصالح للشرب من النهر (14 ديسمبر 2025)، بغلاف 317 مليون دولار، لتحويل الماء من معاناة يومية إلى خدمة مضمونة لأكثر من 180 ألف مواطن.
•الطرق: إعادة بناء وترميم طريق الأمل (12 ديسمبر 2025)، الشريان الحيوي الذي يربط الداخل بالعاصمة ويحرّك الاقتصاد الوطني.
•الطاقة والمياه: تدشين محطات طاقة شمسية وحرارية في الزويرات (شمسية بقدرة 12 ميغاواط وحرارية بقدرة 30 ميغاواط)، وتوسعة محطة تحلية المياه بواد القاح (02 ديسمبر 2025)، في استثمار مزدوج في الاستدامة وجودة الخدمات.
•الاتصالات: توسيع التغطية الإلكترونية في المناطق الحدودية (12 ديسمبر 2025)، دعمًا للإدماج الرقمي وتعزيزًا للسيادة الوطنية.
•السياحة والفضاء الحضري: تدشين فندق شيراتون نواكشوط (20 نوفمبر 2025)، ووضع حجر الأساس لمقر الوكالة الوطنية للطيران المدني (01 ديسمبر 2025)، وضع الحجر الأساس لمشروعي تطوير بركة الترحيل وبركة التآزر بنواكشوط (01 ديسمبر 2025)، في خطوة نوعية تُدرج البعد البيئي والترفيهي ضمن التخطيط الحضري وإقامة نصب رمز الأمة في اليوم نفسه، بما يعكس صورة دولة واثقة من مسارها التنموي.
رؤية واضحة وإصرار على الفعل
تعكس هذه الحصيلة، التي تحققت في فترة زمنية قياسية، نهجًا حكوميًا واضح المعالم يقوم على التنمية المتوازنة، وتحسين الظروف المعيشية، وبناء دولة الخدمات والفرص. بقيادة فخامة رئيس الجمهورية، وبمتابعة مباشرة من معالي الوزير الأول مختار ولد جاي.
إن الرهان على تشويش هذا المسار التنموي، أياً كانت دوافعه، يظل رهانًا خاسرًا وسوء تقدير فادح.
من الضروري أن يدرك من يقف وراء هذا التشويش أن صبر فخامة رئيس الجمهورية ليس ضعفًا، وهدوءه ليس تراجعًا، بل تعبير عن قوة. ومما يعزز هذه القوة، الإجماع السياسي غير المسبوق الذي يحظى به فخامته، من الموالاة والمعارضة على حدّ سواء. هذا الدعم يجعل أي محاولة لعزله عن محيطه السياسي أو إضعاف شرعيته محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ.



