زنقة 20 | الرباط
في قرار حديث، ألزمت محكمة النقض الجامعية الدولية لعلوم الصحة بالمغرب وهي مؤسسة تعليمية خاصة، بإرجاع الرسوم التي دفعها طالب للتسجيل في ذات المؤسسة.
القرار الصادر في 22 أبريل 2025، أكد أن الشروط التي تفرضها بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، والتي تمنع الطلبة من استرجاع الرسوم المدفوعة من قبلهم تُعتبر شروطًا تعسفية، اضافة الى تعليلات أخرى جد مهمة ومؤسسة.
و جاء في القرار : “حيث إنه في باب التعاقد عن بعد، وبمقتضى المادة 36 من قانون حماية المستهلك، يملك هذا الأخير ممارسة حقه في التراجع دون الحاجة إلى تبرير ذلك. ولما كان التمدرس خدمة يسري عليها حكم المادة المذكورة، وكان البين من وثائق الملف أن تسجيل المطلوب في الجامعة الطاعنة تم الكترونيا، فإن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه بتأييدها الحكم الابتدائي تكون قد تبنت علله، وحين قضى هذا الأخير بحق المطلوب في التراجع عن التسجيل والدراسة بالجامعة الطاعنة، واسترداد ما دفعه من مبالغ مقابل ذلك، بعد أن ثبت للمحكمة مصدرته أن هذا التراجع تم بطلب قدم بعد التسجيل وأنذرت الطاعنة بعد رفضها الاستجابة له، بعلة أنه يعتبر باطلا ولاغيا الشرط التعسفي الوارد في العقد المبرم بين المورد والمستهلك وفقا للفاصل 16 من القانون الأنف الذكر، وتطبق باقي مقتضيات العقد الأخرى إذا أمكن أن يبقى العقد قائما بدون الشرط التعسفي المذكور”.
و جاء في القرار أيضاً أنه “لما كان شرط عدم قابلية استرجاع مبالغ التمدرس السنوية المؤداة عند التسجيل بتاريخ 2021/7/26 يشوبه التعسف لعدم استفادة الطالب من الدراسة من جهة، وبالنظر لإعلامه لها قبل بداية الموسم الدراسي بتراجعه عن التسجيل لديها، ونظرا أيضا لما يشكله هذا الشرط من إثراء للمدعى عليها بلا سبب من جهة ثانية، فإنه يكون شرطا لاغيا في الجزء المتعلق بواجبات التمدرس وفق ما تم بيانه سلفا ودون غيره من الشروط الأخرى بعدم ارجاع واجب التسجيل والتأمين والمصاريف الإدارية، يكون القرار المطعون فيه قد استقام على حكم القانون وعلل تعليلا كافيا ولم يخرق أيا من المقتضيات المحتج بها، وما بالوسائل غير جدير بالاعتبار”.
القرار اعتبره محامون ومنهم عبد الرحمان الباقوري عضو هيئة المحامين بالدارالبيضاء ، والذي نشر مضمون القرار ، أنه مهم جدا وسابقة أصدرته الهيئة الأولى من الغرفة المدنية بمحكمة النقض، برئاسة رئيس الغرفة محمد ناجي شعيب، والمستشارين بنسالم أوديجا، عبد السلام بنزروع، وسعاد سحتوت وعبد الحفيظ مشماشي.




