زنقة 20 | الرباط
تُعد العلاقة بين المغرب وإسبانيا أكثر من مجرد علاقة جغرافية بين دولتين جارتين، فهي تاريخ طويل من التفاعل الثقافي والاجتماعي، يبرز بشكل واضح في نمط السياحة بين البلدين، وخاصة في فصل الصيف.
و تشهد كوستا ديل سول الإسبانية إقبالاً كبيراً من السياح المغاربة، ما يطرح تساؤلاً حول أسباب هذا التدفق المتزايد.
و يلعب العامل الترفيهي دوراً رئيسياً في هذا التوجه، حيث توفر كوستا ديل سول مرافق سياحية ضخمة ومتنوعة، من مراكز تسوق فخمة وحدائق مائية ضخمة إلى ملاعب غولف شاسعة، وهو ما قد يفتقر إليه المغرب في بعض المناطق، ما يجعل السياح يبحثون عن تجربة ترفيهية أكثر اتساعاً.
كما تتميز الشواطئ الإسبانية بخدمات راقية ومرافق متقدمة، تتيح للسائح الاسترخاء على الشواطئ، وتوفير خدمة فندقية راقية، مما يمنح تجربة مختلفة عن الشواطئ المغربية، رغم جمالها الطبيعي.
كما أن شريحة واسعة من المغاربة لديهم الرغبة في التنويع والتغيير، حيث يلجأ الكثير منهم إلى قضاء عطلاتهم في مكان قريب يوفر لهم إحساساً جديداً، خاصة مع قرب المسافة التي تسمح بالوصول بسهولة بالسيارة، ما يجعل كوستا ديل سول وجهة مفضلة تتميز بجو أندلسي ساحر.
كما أنه لا يمكن إغفال الجو العام والراحة النفسية التي تمنحها التجربة الإسبانية، حيث تتسم الحياة هناك بأسلوب “الاسترخاء” والتمتع باللحظة، مع المأكولات المحلية التي تضيف لمسة ثقافية مميزة للعطلة.
و يرى مهنيون أنه لا يمكن القول إن المغاربة يبحثون عن الهروب من وطنهم، بل هم في الواقع يبحثون عن تجربة عطلات تجمع بين القرب الجغرافي والرفاهية والجو المختلف، ليعيدوا اكتشاف متعة السفر بطريقة جديدة وعصرية.



