عاشت مدينة مراكش مساء السبت، على إيقاع أمسية فنية وثقافية، في إطار دورة خاصة من تظاهرة “صوت من أجل السلام”، المخصصة لتعزيز السلام والحوار والوحدة في القارة الإفريقية.
وجمع هذا الحدث، المنظم من قبل جمعية “الرفاق” (Les Compagnons) و”إم أفوني مراكش” تحت شعار “السلام من أجل إفريقيا”، أكثر من 400 مدعو من الأوساط الدبلوماسية والفنية والرياضية والروحية والإنسانية، قدموا لإيصال رسالة قوية مفادها أن السلام التزام جماعي، دائم وحيوي على مستوى القارة الإفريقية.
وأوفت هذه الدورة الخاصة بإفريقيا بوعودها، إذ مكنت من جمع شخصيات ملتزمة من مختلف الآفاق، وجعلت من مراكش صوت قارة تتطلع إلى المستقبل، والسلام، والاستقرار، والأخوّة، والتضامن.
وتضمن برنامج الأمسية موائد مستديرة ومداخلات ملهمة عن السلام، لمتدخلين مرموقين ضمنهم اللاعب الدولي السابق مصطفى حجي، والسياسيين الفرنسيين من أصل مغربي مجيد الكراب ومنير السطوري، والمخرجة سونيا ملاح، والفاعلة الجمعوية والمخرجة حانا أسولين، والدبلوماسي الغيني زاكريا كامارا، والأب رولاندو، ولوران كوسون، وألان كريف، والممثلين هشام ورشيد الوالي.
وأشادت هذه الشخصيات في مداخلاتها، باعتماد القرار الجديد بشأن الصحراء المغربية، والذي من شأنه تمهيد الطريق للطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، وفتح آفاق واعدة لتعزيز السلام والتعاون في إفريقيا.
وأبرزوا أن المسيرة الخضراء تمثل حدثا تاريخيا ونموذجا للتعبئة السلمية الملهمة، التي أصبحت رمزا للصمود والوحدة الوطنية المغربية، مشيرين إلى أن المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تواصل التزامها الدائم من أجل السلام في القارة، والحوار بين الحضارات، والعيش المشترك.
وتخللت هذه الأمسية عروض فنية وموسيقية متنوعة، قدمها الفنانون دوزي، بيني آدم، لارتيست، ومبوي كويتي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت بشرى بايد، رئيسة جمعية “The Moroccan Pulse” ومنظمة مشاركة في هذا الحدث، عن سعادتها بتنظيم النسخة الثانية من “صوت من أجل السلام” بمراكش، غداة اعتماد قرار تاريخي يكرّس مغربية الصحراء، مبرزة التزام المملكة الراسخ من أجل تعزيز السلام والتعاون جنوب -جنوب.
من جانبه، شدد مجيد الكراب، النائب الفرنسي السابق، في تصريح مماثل، على رمزية تنظيم هذا الحدث بالمغرب، بلد تلاقح الثقافات والحضارات والحوار والتسامح، مبرزا أن اعتماد القرار المتعلق بالصحراء المغربية من شأنه المساهمة في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة وفي إفريقيا.
من جهته، عبر الممثل المغربي رشيد الوالي، عن شكره للمنظمين على دعوته للمشاركة في هذه التظاهرة المخصصة للنهوض بالسلام والتضامن في إفريقيا، مؤكدا على دور الفن والفنان في تعزيز قيم السلام، والتعايش، والتسامح.
بدوره، أكد اللاعب الدولي السابق مصطفى حجي على دور الرياضة كوسيلة لنشر السلام والحوار، مذكرا بأن المغرب يتميز بتاريخ عريق في مجال التسامح والتعايش والعيش المشترك.
وقال في هذا الصدد “يُعتبر التسامح والانفتاح من القيم الأساسية في الهوية المغربية، المتجذّرة في تاريخ غني ومتنوّع”.



