زنقة 20. الرباط
منذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها شباب “جيل زد” عن ملفاتهم المطلبية المتلاحقة حتى صباح اليوم الخميس، اتضح أن السمة الطاغية عليها هي التضارب في التوجه والانقسام في الآراء والغموض في المصادر، التي تروج بين هذه التعبيرات الشبابية لهذه المطالب التي تتناقض في ما بينها في كل مرة.
ومن داخل غرف الدردشة حيث يتواصل هؤلاء الشباب ويتناقشون، يثير عدد من أعضاء هذه التعبيرات الشبابية مسألة الغموض التنظيمي بالسؤال: من يكتب الملفات ويتحكم في مضامينها؟ ولماذا يهيمن بعض المجهولين على خطوطها العريضة، بينما الأغلبية لا يجدون صدى صوتهم في هذه الملفات.
تَتَبُّع الخيط الرفيع للملفات المطلبية المتناقدة التي يرفعها هؤلاء الشباب، يُظهر أنهم يتناقضون في عدة نقط أولها ازدواجية السلمية / العنف، فعلى الرغم من أنهم رفعوا في البداية مطالب سلمية يتفق عليها الجميع، إلا أنه سرعان ما اجتاح العنف أوساط احتجاجاتهم في عدد من المدن مخلفا سخطا ورفضا شعبا واسعا مما أفقدهم ثقة المواطنين.
هناك تناقض آخر، يبرز في الأولويات ضمن مطالبتهم بتحسين وضعية قطاعي التعليم والصحة في بلادنا، وفي الوقت نفسه ينتقدون إنفاق بلادنا على احتضان كأس إفريقي وكأس العالم لكرة القدم، بينما المغرب محتاج للبنية التحية الخاصة بهذه التظاهرات التي سيستفيد منها في ما بعد على عدة مستويات.
كما أن الملف المطلبي الأول بالنسبة لهذه التعبيرات الشبابية كان اجتماعيا يركز على علاج إشكالات قطاعي الصحة والتعليم، ثم ما لبث يتحول إلى أجندة سياسية مكشوفة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وإسقاط الحكومة ومحاسبة الناس في الساحات العامة من طرف الملك. وهذا يفيد بافتقار هؤلاء إلى التمييز بين الوظائف والأدوار داخل الهرم السياسي في بلادنا.




